Originally published by Ajam Media Collective on June 30, 2015.
To read the original article in English, please click here.
نشرت هذه المقالة لأول مرة باللغة الإنجليزية، تجدونها هنا. الكاتب هو اليكس شمس وهو صحافي إيراني-أمريكي ساكن حالياً في فلسطين. يدرس الدكتورة في جامعة شيكاغو في الولايات المتحدة ويبحث عن العلاقات بين الإسلام السياسي، الاماكن العامة، والقضايا الجندرية في إيران والشرق الأوسط.
نقلت المقالة إلى العربية وترجمتها علا التميمي، وهي مدونة حاصلة على درجة الماجستير في تخصص الدراسات الدولية والهجرة القسرية من معهد إبراهيم أبولغد للدراسات الدولية في جامعة بيرزيت، وتحمل أيضاً شهادة البكالوريس في الأدب الإنجليزي من جامعة الخليل. تكتب في جريدة الأخبار اللبنانية منذ أيلول 2013. تكتب علا وتبحث في سياسات الضبط والأمن التي تمارسها كل من السلطة الفلسطينية والسلطات الإسرائيلية في الضفة الغربية، يمكنكم متابعتها على تويتر UlaAlTamimi@.
كثيراً ما أواجه سؤال “هل أنت إيراني أم فارسي، وما هو الفرق؟” أصبح ذلك جزءاً من الطقوس التي تربط بين مختلف الإيرانيين. ما أعرفه هو أنه يمكننا نقاش الإجابة على هذا السؤال بطرق مختلفة. لسنوات عدة كنت أجيب أن هنالك فارقاً كبيراً بين الإثنين إلى جانب الدلالة السياسية لكلمة “فارسي” كونها صفة لأولئك الذين يتجنبون ذكر أي صلة بالجمهورية الإسلامية. يشير الممثل الكوميدي الإيراني “ماز جبراني” إلى أن كلمة “فارسي” مغرية تاريخياً وذات صوت غريب، فضلاً عن ارتباطها بالقطط والسجاد، وذلك ليشرح لماذا يفضل الكثير من الناس استخدام هذه الكلمة بدلاً من “إيراني”.
كان هذا التفسير يعمل بشكل جيد معي إلى أن التقيت بشابة إيرانية- أمريكية لديها تراث أذري- بختياري إيراني مختلط، وقد علّقت باستخفاف على اشتراكنا بوصف “فارسي”. شرحت لها بوضوح أنه إلى جانب اللغة التي تتحدثها والثقافة الإيرانية السائدة التي نتشارك بها، لا يوجد شيء آخر “فارسي” يتعلق بها. لقد كنت أصف نفسي والكثير من الإيرانيين- الأمريكيين بالفارسيين ليس لمجرد أنه كان وصفاً مريحاً، لكن لأننا في الواقع إيرانيين من عرق فارسي. وكان هذا اليوم الذي وجدت فيه أن إيران في الواقع ليست كلها “فارسية” وذلك خلافاً للاعتقاد الشائع والإصرار المستمر لدى الكثير من الإيرانيين.
في الواقع يتم تعريف “الفرس” على أنهم أولئك الذين لغتهم الأم هي الفارسية، ويعتبرون أنفسهم فرس و يشكلون نحو 49% من سكان إيران (على الرغم من بعض التقديرات التي تشير إلى نسبة تصل ل 60%) والنسبة الباقية تتألف من الأذريين والعرب والاكرد والأرمن والبلوش والجيلاك والبختياريون واللور والمازندرانيون. بالإضافة إلى مجموعة كاملة من الأعراق الآخرى، والذين يعرّفون أنفسهم بأنهم إيرانيون يتحدثون اللغة الفارسية، لكن في الوقت ذاته هويتهم العرقية ليست فارسية. يضاف إلى هذه الأقليات الإثنية واللغوية مجموعة من الأقليات الدينية كالمسلمين السنة والمسحيين واليهود والبهائين والزرادتشتين … الخ تنطبق عليهم الفسيفساء العرقية التي ذكرت أعلاه، البعض يتم تعريفهم على أنهم فارسيين، وآخرين لا يتم تعريفهم على هذا النحو.
إلى حد ما، كنت قد عرفت أن إيران ليست دولة “فارسية”، لقد نشأت وأنا اسمع النكات عن أن “أتراك” تعني إيراني من أصل أذري، ويتم تسميتهم أحياناً ب “الأتراك الأذريين” وذلك بسبب الصلات الثقافية واللغوية مع تركيا. في كثير من الأحيان لم أتمكن من فهم اللغات التي أسمعها في شوارع طهران، وعلى الرغم من هذا كان كل صحفي وكل إيراني أعرفه يصرّ على أن الإيرانيين فرس بطريقة تنفي وجود نصف سكان إيران.
هذا الإنكار نجد جذوره ليس فقط في الإهمال، بل أيضاً في العنصرية الفارسية التي انتشرت في منتصف القرن العشرين، حيث سعت القومية الإيرانية للقضاء على التنوع العرقي في بلادنا. وقد رافق تطور الدول القومية على مدى القرنيين الماضيين محاولات عنيفة لإنكار أو محو التنوع القومي داخل حدود الدولة. وتم التلاعب بالتنوع الطبيعي لثقافة الإنسان وإدانته من قبل الدولة والقادة السياسيين الذين يسعون إلى إعادة انتخابهم، بالإضافة إلى محاولات رسم خطوط للتمييز بين أولئك الذين هم جزء من “نحن” وأولئك الذين “ليسوا جزءاً”.
في بلدان مثل فرنسا شملت هذه العملية تطوير نظام مدرسي أجبر وبطريقة وحشية الأطفال ذوي الخلفيات اللغوية والثقافية الأخرى- الذين ليسوا من خلفيات باريسية -على استيعاب الفرنسية ونسيان لغاتهم ولهجاتهم الأصلية، وذلك على اعتبار أن فرنسا صاحبة ومصدر الثقافة الرسمية بسبب مركزيتها الإقتصادية والسياسية. تحقق ذلك من خلال ضرب الطلاب الذين يتحدثون لغتهم الأم في المدرسة وتعليمهم أن لا قيمة لها (هنا يتم تعليم اللغة والقومية الفرنسية فقط). في أماكن أخرى مثل ألمانيا، كان التوسع الإقليمي في المناطق التي تضم الناطقيين باللغة الألمانية يسير جنباً إلى جنب مع إبادة جسدية شاملة لتخليص الأمة من الأقليات الدينية مثل اليهود والكاثوليك والأقليات الثقافية الأخرى مثل “الغجر والسنتي” والذين كان يبدو من المستحيل استيعابهم في حملة توحيد المجتمعات العرقية الألمانية في مناطق جغرافية متباينة. (هنا نظرة عامة عن هذه السياسات).
جاء تأسيس الدولة القومية خارج أوروبا في سياق الإستعمار ومقاومته، حيث انتشرت وتطورت مشاريع وطنية قومية على الصعيد العالمي. على سبيل المثال، ما حصل في “الشرق الأوسط” عندما جاءت القومية العربية في سياق الرد على الإستعمار، ما حدث في الواقع أنه تم اضطهاد الأقليات والثقافات غير العربية. مثلاً، في مصر تم اضطهاد الأجانب بما في ذلك اليهود باعتبارهم ذوات أجنبية. وفي العراق تم حظر اللغة والثقافة الكردية، كذلك في بلدان المغرب العربي تم حظر البربرية. نحن نعلم أنه وعلى امتداد الشرق الأوسط هنالك العديد من الثقافات والشعوب غير العربية، ولكن حتى اليوم هناك إصرار واضح وممنهج على جمعها وإدراجها جميعاً تحت مسمى “العالم العربي”. يمكن تفسير هذه الممارسات على أنها انعكاس لجزء كبير من إرث الدولة القومية.
لم تكن إيران أيضاً غريبة عن هذه العملية. في الواقع، تم تطوير هوية وطنية إيرانية في إطار كل من النظام البهلوي والجمهورية الإسلامية والتي شملت عمليات سيطرة وتهميش لأولئك الذين لا يتناسبون مع البناء المعياري لما يجب أن تكون عليه “الإيرانية”.
تعود جذور تعريف الإيرانية إلى فترة 1920s و 1930s وهي الفترة التي تمت فيها عمليات بناء الهوية الإيرانية الحصرية على يد النظام البهلوي– وهو العائلة الحاكمة في إيران منذ عشرينيات القرن الماضي وحتى ثورة عام 1979-. مع تزايد مركزية وسلطوية دولة رضا شاه البهلوي كان هنالك سعي للقضاء على التنوع الثقافي واللغوي من خلال صياغة سردية للتاريخ الإيراني الفارسي الذي يعود إلى أكثر من 2500 سنة. ذاك التاريخ الذي يتحدث عن عزم الشعب الفارسي، كان تاريخاً اصطناعياً تماماً كما القوميات، بدليل أن سلالات القاجاريون والصفوية سبقت بوجودها البلهوية والأذرية التركية، والتي كانت تعرف تاريخياً بأنها ليست عرقاً بل إمبريالية محايدة عرقياً … واستخدام اللغة الفارسية التي جمعت بين الشعوب المختلفة- بشكل لا يصدق- التي ملأت الأراضي الخاضعة لسيطرة الإمبراطورية الفارسية.
قام رضا شاه بحذو خطى التيارات الإيديولوجية القومية التي اجتاحت أوروبا وتركيا، حيث المنح الدراسية الاستعمارية قد قامت بمساواة اللغة مع العرق كجزء من الجهود الرامية إلى فهم نجاح بعض الدول القومية مقارنة مع الآخرين. وكانت الأرية واحدة من أكثر الأيديولوجيات تأثيراً، وذلك حين وُضعت شجرة اللغة الهندو – أوروبية (والتي شملت السنكسريتية والفارسية والكردية ومعظم اللغات الأوروبية) كدليل على هجرة أمة آرية متخيلة من الهند إلى أوروبا عبر بلاد فارس. كانت الآرية ملائمة ومقنعة للأوروبين لأنه كان منطلقاً منطقياً للحضارات الهندية والفارسية التي كانوا يواجهونها من خلال مؤسساتهم الإستعمارية.
ووفقاً لهذه النظرية، أصبحت أوروبا ممثلة في قمة التسلسل الهرمي العنصري، في حين كانت الحضارات الهندية والفارسية في أسفل درجات التسلسل الهرمي. بالإضافة إلى ذلك، فقد نأى الأوروبيين عن استخدام اللغات السامية لكل من اليهود والعرب، وتم تقديم مبررات عملية زائفة سواء فيما يتعلق بالسلالات أو معاداة السامية والإستشراق.
كان سعيداً أن قُدّم له مكاناً تحت أسياده الأوروبين على سلم الحضارات، وبناء عليه فقد أعلن رضا شاه إيران أمة “آرية”، ومُنع لاحقاً على نطاق واسع استخدام لغات أخرى غير الفارسية في المدارس ووسائل الإعلام المكتوبة. نحن جميعاً أصبحنا فارسيين، وأصبحت اللغات الأخرى مجرد لهجات ليست مناسبة للإستعمال الرسمي (خاصة اللغات غير الهندو – أوروبية مثل الأذرية والتركية والعربية السامية). من جهة أخرى، سمح هذا الشكل من القومية للأقليات الدينية التي تعتبر نفسها من الفرس – مثل معظم اليهود والبهائيين والملحدين – أن يكونوا جزءاً من المعايير الإيرانية. وعليه تم تقديم هوية وطنية علمانية لأولئك ال 10% من الإيرانيين الذين لم يكن الشيعة جزءاً منهم. في حين أن 49% من الإيرانيين لم يكن لديهم خيار آخر سوى أن يفقدوا تراثهم أو البقاء في الهامش بشكل صامت.
على الرغم من أن خيارات الشاه في استعمال الرموز الفارسية القديمة والزرادشتية من أجل وصف حكمه كانت تنطوي على مفارقة تاريخية ومثيرة للإشمئزار لدى بعض الإيرانيين – حيث سخر كثيرٌ منهم من إشاراته إلى قورش العظيم والسيادة الإلهية واستخدامه مصطلحات لوصف نفسه مثل “الحاكم العالمي” “شاهنشاه” (ملك الملوك) ” و “ضوء الآريين” – إلا أنه وفي نهاية المطاف صدّق معظم الإيرانيين هذه الأساطير العنصرية عن “الإيرانية” وأصبح هذا السرد بالنسبة إليهم طبيعياً ومقبولاً.
حتى اليوم، فإنه ليس من غير المألوف أن نسمع الإيرانيين يصفون أنفسهم بأنهم آريين، وخاصة عندما يؤكدون عدم عروبتهم للأوروبين البيض وربط أنفسهم بأوروبا (“حقاً نحن الآريين، لغتنا هي أكثر ممائلة إلى الألمانية منها إلى العربية!”). بطبيعة الحال، غالباً يتم استقبال هذه المحاولات ببعض من الرعب والحرج، وخاصة مصطلح “الآرية” الذي قل استعماله عقب قرار أدولف هتلر اعتماد نظرية الآرية باعتبارها الأساس المنطقي للإبادة الجماعية. مع حلول عام 1979 عملت الثورة الإسلامية وبشكل كبير على تحويل هذه المعاني، حيث تم استبدال العلمانية الفارسية بالشيعية السياسية. وفي غضون بضع سنوات كانت الطريقة الرسمية لأن تكون إيرانياً هي أن تكون مسلم شيعي متدين وبالتالي تم فقدان جزء كبير من أسس الارتباط بالفارسية العرقية.
وعلى النقيض من النظام البهلوي الذي استبعد غير الفرس، كان الوضع مختلفاً في ظل الجمهورية الإسلامية، حيثت أن جميع المسلمين الشيعة بغض النظر عن العرق يمكن لهم – حسب المعايير الجديدة- أن يكونوا مواطنيين إيرانيين من الدرجة الأولى، وهذا يعني أن 90% من الإيرانيين من المحتمل أن ينصهروا مع الهوية الوطنية الإيرانية الجديدة. ومع ذلك، فإن الأقليات الدينية – بما في ذلك الذين يعتبرون أنفسهم فارسيين كمعظم اليهود والبهائيين – لم تعد جزءاً من التيار الرئيسي للعملية “الإيرانية”. كذلك تم تهميش العلمانيين وغير الملتزمين من المسلمين الشيعة. تعاملت الجمهورية الإسلامية مع هؤلاء بطرق مختلفة، ففي الوقت الذي كان يتم استيعاب العلمانيون بأكبر قدر ممكن، اليهود ( والأقليات الدينية الأخرى غير الفارسية كالمسيحيين وغالبيتهم من الطائفة الأرمنية والمسلمين السنة وغالبيتهم من المناطق الكردية أو البلوشية) كان لا بد من احترامهم كمواطنين يتمتعون بكافة الحقوق، لكن يتمتعون بحالة مختلفة قليلاً عن الآخرين.
هنالك لغات أخرى غير الفارسية دخلت المجال العام بسرعة وتم تقنين استعمالها في الطباعة، على الرغم من أن النسخة العرقية العنصرية من القومية الفارسية الإيرانية لم تختفي بين ليلة وضحاها بسرعة، إلا أن هنالك شخصيات من أقليات عرقية مثل مير حسين موسوي (أذري) ومهدي كروبي (لوري) وآية الله خامنئي (أذري) وصلت أعلى المناصب السياسية والدينية. لكن هنا يجب الأخذ بعين الإعتبار والإنتباه إلى إن الحرب ضد العراق (ومعظمهم من العرب) ساهمت في إطالة أمد القومية الفارسية في وجه قسوة العدو ومكافحة الفارسية.
ظل هنالك دور مؤثر للتعصب الفارسي في الخطاب العام داخل إيران. وكان الكثير من الإيرانيين خارج إيران يتشبثون بمفاهيم الآرية والفارسية والتي تتناقض بشدة مع فكرة الوصول لمستقبل ديموقراطي شامل قائم على المساواة. في الخطاب الشعبي لا تزال هذه التمثيلات منتشرة، وروابط اليوتيوب أعلاه تقدم دليلاً على ذلك. كتاب علي رضا اصغر زاده “إيران وتحدي التعددية: الأصولية الإسلامية، العنصرية الآرية والنضال من أجل الديموقراطية” يتناول الخطاب الشعبي بعمق وإن كان هنالك العديد من العيوب المنهجية (مقابلة قصيرة مع الكاتب يمكن إيجادها هنا، ويمكن إيجاد نقد موسع لعدد من حججه ومصادر أخرى هنا).
أبرزت الإضطرابات عام 2006 في أذربيجان الإيرانية استمرار هذا الخطاب العنصري في الخطاب العام وجذوره اللغوية. في شهر آيار من ذلك العام نُشر رسم كاريكاتوري ساخر يصور صبياً يتحدث إلى صرصور باللغة الفارسية، ويجيبه الصرصور باللغة الأذرية قائلاً “ماذا؟”، تشير مقالة مرفقة بالرسم إلى عدم قدرة الصرصار على فهم السبب، كما تشير إلى أن لغتهم الخاصة مبهمة وسخيفة. أدى هذا الاستفزاز إلى اندلاع أعمال شغب في كافة المناطق الأذرية في إيران أسفرت عن وقوع أربع قتلى. فيما بعد تم إلقاء القبض على الرسام وهو من أصل أذري كما تم إغلاق الصحيفة. عند النظر إلى التوقيت وردة فعل الدولة نجد أنها قامت بمنع القيام بالمزيد من أعمال الشغب وليس معالجة القضية من أساسها وجوهرها.
إن تاريخ وطبيعة التغييرات السياسية في معنى الهوية الوطنية والعرقية في إيران يسلط الضوء على أشكال الصراعات والتناقضات التي عرفتها جميع الدول في حقبة ما بعد الإستعمار. على الرغم من أن الأيديولوجيات تهدف إلى تعزيز الشعور والوعي الوطني – سواء العلمانية القومية الفارسية البهلوية أو القومية العربية العلمانية أو القومية الثورية الإيرانية الدينية- إلا أنها جميعاً ترتكز حول فكرة الحصرية، حصرية من يُشكل الأمة وكيفية الإنتماء إلى المجتمع الوطني المحصور بثقافة ولغة واحدة. في حين أن العلمانيين القوميين أكثر صراحة ويستخدمون المحددات العرقية من أجل بناء نظام سياسي وطني. فإن العديد من أشكال القومية الدينية التي ظهرت قد حافظت على بعض ملامح التفوق العرقي، حتى لو كانت أفكار وتصورات الدولة التي يسعون لبناءها أكثر انفتاحاً على الأعراق الأخرى.
ما أود قوله في النهاية أن النضالات المستمرة في إيران وحول العالم من أجل خلق مجتمعات تسودها المساواة والتسامح ما هي إلا دليل على الأزمة العالمية التي خُلقت جراء الخيال والإرث الذي تركه لنا عالم ما بعد الإستعمار.